REEMA! قارئي العزيز.. اقترب

 ريما

"All of life is but three days-

Yesterday, Today, and what remains."

Alma'arri

الساعة 6:18 مساءً، 23 يونيو

.في مقهى صغير، حيث جلست ريما تحتسي القهوة السوداء وتحلي على الذكريات والضحكات

ريما الرسامة، ريما القارئة، ريما العالمة المبتكرة، ريما التي فكرت بجهاز للتنبؤ بنوبات الصرع، التي تحاول رسم العالم بالرياضيات... ريما الحرب بين الإبداع والكمالية لنتبعها حتى حفرة الأرنب، نحن كلنا آليس وكلنا اليرقات

. البدايات الملتبسة

– لو كانت موهبتكِ شخصية في رواية، كيف توصفينها؟

شفتي رسمتي لأليس في بلاد العجائب؟ مو شخصية أليس بذاتها اللي تمثل رسمتي لكن قصتها بشكل عام لما تدخل في حفرة والحفرة تاخذها لعالم ثاني؟

احس ان هذا هو الرسم يعني مو شيء معين أنا أرسم أشياء كثير فهو متعدد مو شخصية وحدة يعني اشياء كثير تلهم بنفس اللحظة مو شيء واحد ثابت واتضح مثل الرسامين هذا ستايلهم وهذا اسلوبهم واحد.. لا (الرسم) هو انعكاسات لاشياء كثير 

– هل بدأتِ الرسم هروبًا؟ أم بحثًا؟

الصدق اني بديته في الابتدائي وما كنت اعرف اني اعرف ارسم؛ امي كانت تجيب لي كنوع من التغيير عن الدراسة دفاتر تلوين (المطبوعة الجاهزة) كنت اموت فيها! اعشقها! كلما ترجع امي من السوق لازم تجيب لي معها واحد كنت حرفيا اخلصه بيوم او يومين من كثر ما اموت فيها كل يوم، تحتوي امني وكراتين سبيستون، اساس مره جوي التفاصيل والشيء هذا ملازمني الى الحين اني احب ارسم التفاصيل ما اعرف ليه، فدايما اقول لامي تجيب لي شخصية ليدي اوسكار، كان شعرها كثير ومعها سيف وفيه زخرفة كنت احبها واطلب انها تكثر منها ونفس هذا النوع، او ستروبري شورت كيك لان حولها ورود وفراشات وتفاصيل

واليوم اللي قررت فيه اني ارسم، كان عندي كراسة، جبتها علشان الفنية. اتوقع سادس او اولى متوسط.. بالكراسة جربت اني اقلد اللي بدفاتر التلوين.. وكنت أشفها، لمن ضبطت، بعدها اكتشف ان فيه رسم والناس ترسم ما تطبع -ضحكنا بهذي الجزئية- فصرت اتدرب وارسم من بالي احيانا الوجه صغير والجسم كبير.. الين ما تجمعو وضبطتهم مع بعض

الى الحين محتفظة برسوماتي بالمتوسط.

ارسم علشان استمتع واساسا انا ارسم وانا مبسوطة، لما كنت صغيرة كنت اشوفني اسوي شي محد يقدر يسويه، ما كنت ادري ان فيه رسامين غيري في العالم كنت وبضحكات احسبني الوحيدة اللي تعرف ترسم، كنت احسب كل شيء جاهز ومطبوع زي اللي تجيبه امي

حتى الانمي ما كنت اعرف انه يرسم، كنت احسبه جاهز، كمبيوتر! طباعة!

⸻

II. الذائقة كمكان مأهول بالخوف والجمال

– حكينا عن صفحتك المفضلة من كتابك المفضل؟

أقوم قيلا هو كتابي المفضل لأنه أول كتاب  اثر فيني لدرجة بعده بديت اقرأ باقي الكتب 

بس صفحة مفضلة؟ احس يعجبني ككل مافيه صفحة معينه اقول انه اوه هذي هي واو.. كله حلو كله يعجبني

– أول مرة قرأتِ فيها كتاب مترجم؟ كيف احساسك؟

مترجم؟ في ثاني ثانوي.. حسيت ان الترجمة ركيكة مو حلوة وغير مفهومة ولو رجعت اقرأ الكتاب الحين قريته بلغته الأم كان "قصة مدينتين"

– نوعك المفضل من الفن؟

انا كل الفنون تعجبني، احب ابحر فيها.. الرسم والشعر -وازعاج ومقاطعات من رواد المقهى- الموسيقى كل شيء يعجبني حتى المعزوفات

في الرسم يجذبني اللي فيه تفاصيل كثير، اللي اللوحة تكون مليانه وكل يوم تكتشفين فيها شيء جديد اموت في هذا النوع، تجذبني الالوان الزيتية مع اني ما استخدمها وكرسامة احب الألوان المائية، لكن افضل اشوف الزيتي فلو رحت معرض فني احب الزيتي احس فيها روح وحياة ما تحسين فيها حدود واضحة زي رسمي مثلا كله تحديد -عندي اقلام تحديد استخدمها بالرسم- مرات تحسين التحديد يقلل واقعية الرسمة -وأرتني رسمتها وتجربتها للرسم بلا تحديد ووصفت النوع هذا بالحرية- 

– من المغني/الفنان/الكاتب الذي تحسينه يفهمك دون أن يعرفك؟

السؤال صعب والله! احس مرات فيه اغاني اسمعها او شعر اقراه او لوحه اشوفها لكن مو كل مسيرته واعماله فشيء واحد معين يلمسني، اغنيه معينه لوحه معينه.. ووصفهم لي يكون بفترة معينه بحياتي ، فلما اعيش بحالة مشاعرية معينة احب اقرا واشوف واسمع اللي يناسبها

قريت قصيدة لأبو العلاء حجّمت فكرتي عن ضياع الايام بعد تخرجي

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه        وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

كنت خايفه واحس الوقت يركض لكن لما اختصر الوقت بثلاث ايام هانت بعدها وحسيت اني مكبرة الموضوع

⸻

IV. لوحات مستحيلة

– لو أعطيناكِ دفترًا فاضيًا وقلنا: “ارسمي دون تفكير”.. ما الذي تتوقعينه؟

دائما وبدون تفكير أرسم ورود

– أي مشهد من طفولتكِ تتمنين إعادة رسمه؟

أسعد لحظات حياتي لما كنا ننام عند ببيت جدتي ونطلع منه لبيت خالتي (بنفس الحي.. لكن ابعد) كنا نروح مشي أنا وأمي وأختي لبيت خالتي علشان تطلع هي وخالتي وتتركنا مع بناتها، كنا نعتبر بيتهم مرقص! نشغل محطات الأغاني ونرقص ٢٤ ساعة ونضحك بشكل هستيري لدرجة ما نعرف سبب الضحك.. أبغى أرسم هالمشهد 

– لو كانت طفولتكِ لوحة.. هل كانت معلّقة في متحف؟ أم مخبأة في درج؟

أحس أبغاها فيديو.. وأخبيه

– أي شخصية أنمي تخافين أن تشبهيها؟ وأي شخصية تشعرين بأنها تشبهك في العمق؟

أنا من طبعي لما أشوف الشخصيات أتفهمها حتى لو كانت شريرة واشوف الجانب الايجابي منها، فما ادري هل انا ما ابي اكون هالشخصية

او ما اعرف كيف احدد..

بعدها سألتها لو عكسناها طيب وقلنا شخصية تتمنين الناس تشوفك نفسها ضحكت وقالت "السؤال صعب" فكرت وتململنا كثير بعدين بحماس اجابت: عرفت! الشخص اللي ودي الناس تشوفني هو او بطبعه الغالب.. اكيد تعرفينه شارلوك هولمز، ذكاءه منطقيته

..

– لو التقيتِ بفتاة صغيرة تشبهك تمامًا، ماذا ستقولين لها؟

بأقول لك شيء يضحّك، ماراح أقول شيء... راح أصورها!!! 

وسألتها لو قابلت نفسها بتقول "أنتِ كول، استمري على شخصيتك هذي ولا تفقدينها بالمتوسط"

⸻

V. الانسحاب كاختيار وجودي

– هل ترسمين لأنك تريدين أن تُشاهدي؟ أم لأنك لا تريدين أن تُنسَي؟

ولا واحد، أنا أرسم لنفسي ما أرسم للناس الا لو طلبها شخص معين مني أما بشكل عام أنا أرسم لنفسي

– ما الشيء الذي دومًا يوقفك عن مشاركة فنّك؟

أنا اخترت أجاوب عنها وقررت انه هوس الكمال

– هل تخافين من أن تُحبّك الناس؟ أم من أن يكتشفوك؟

انا دايم افكر بهذا الشيء، اقول اتمنى دايم القى اللي يفهمني.. يفهمني بالاشارة بدون ما اتكلم بدون ما اوضح وش السبب وراء تصرفاتي او كلامي 

بس لما اكتشف ان شخص بدا يتعمق فيني اخاف منه... "سألتها سبب الخوف ايش هل لانها خايفه ما بيعجبه اللي بيشوف؟" واجابت اي

وبعدها تشعبنا وتطرقنا موضوع الpeople pleasing وتفلسفنا كثير وحبيت احتفظ بهذا الجزء من الحوار لنفسي.

وقاطعتنا عصافير البادجيز 

– لو قلتِ كل ما في داخلك، هل تعتقدين أنهم سيبقون؟

لما طرحت السؤال كان عن نفسي وجاوبت أكيد بتبقين!! رجعنا نعمم السؤال لأن غروري صار اكبر من انه يحتمل والموضوع عنها هي وجاوبت انه على حسب الشخص.. وأنه ودها تكون شفافة يشوفها الجميع على حقيقتها وسواء حبوها او لا فهذا القرار راجع لهم وهذا بيساعدها تتقبل انه مو لازم الناس تحبها وأكملت: أن دائما اختي تقولي لي يا ريما مو لازم ان كل الناس تحبك يكفي ان اللي حولك وتحبيهم يبادلونك نفس المشاعر

كنت احسب ان لو ما حبوني الناس فهذا معناه اني انسانه مو كويسة.. عندي هوس اني لازم اكون بطلة الخير (وبضحكة تسخر فيها من تفاهة الفكرة بعد نطقها )"أنا لطيفة جدا" وأتمنى أتمنى اني اتقبل انه مو الكل لازم يحبني وانه لو ما حبني احد اتركه يروح

⸻

VI. لحظة الختام

– ما الحقيقة التي لم ترسميها بعد؟

في خاطري أرسم كيف ان الرياضيات تشرح كل شيء في الكون! حرفيا انا اسميها لغة العالة لغة الكون لغة الخلق

– ما الجملة التي تتردد فيك منذ سنوات؟

فيه جملة في قلبي من انمي مشهور -اتوقع انك شفتيه- ليدي لين؛ كانت امها تقول لها بالطيارة "خليك آنسه راقية، ذكية وجميلة" ما تتوقعين كيف اثرت فيني هذي الجمله وانا صغيرة لدرجة مو طبيعية.. لدرجة اقول لاخواتي ان كل المبادئ اللي  فيني من سبيستون، اتوقع هذا سبب وسواس المثالية! لأني ابغى اكون كل شيء شفته بذيك الفترة

– كلمة أخيرة… بصوتك.

فكرت وفكرت وفكرت بعدين قالت: اكثر شيء مهم في الحياة واللي باقوله لكل احد في حتى للمراهق في بداية مراهقته لا تتوقعون شيء من احد ولا من الحياة، ولا من انفسكم عيشوا اللحظة.. لأن التوقعات هي اللي تدمر حياتنا، نبني لأنفسنا توقعات بعدين ما تصير تتوقعين بتكون حياتك شيء وتنخذلين، تتوقعين بتدخلين قسم معين ولا تنقبلين وتزعلين... التوقعات تدمر كل شيء هذا شعاري من جد.

وقبل نمسح الباليت من الألوان ونغسل الفرش.. ماراح أعبر هالمرة إلا باضغط هنا وتفرج على الفن!

وأنت قارئي العزيز.. ايش الموهبة التي تعرف بها عن نفسك؟

وهل عندك حكمة تعلمتها من سبيستون؟ -محبي نيكولودين ممنوعين من المشاركة-

xoxoxonuvxoxoox