أنوار
Either with steadfast heart the path pursue
Or stand thou back, for braver men are due
" إما توردها مواريد الأبطال ولا استرح وخل المعارك لأهلها "
أنوار: ذائقة تسبقها، وشخصية تنبض بالشعر والحياة
أنوار ليست كاتبة، ولا ناقدة، ولا مترجمة، لكنها قارئة بذائقة تصلح أن تكون مدرسة أو مزاجًا وطنيًا مؤقتًا. ذائقتها تسبقها وتبهر، فهي من النوع الذي إذا أعجب، لا يقول، وإذا تكلم، فالمحتوى مستحق. قارئة لا تفرح بـ”الإعجاب العام”، ولا يرضيها أن تكون الجملة “حلوة” فقط، بل لابد أن تكون لذيذة وتحفر في ذاكرتك للأبد.
لها ولع بالشعر، حب عتيق للأغنية الخليجية، ونزعة مخلصة للروايات التي تحتوي مشاعر لا تصلح لأن تُدرّس. من القلائل الذين يقدّرون النص ليس فقط على مستوى الفكرة، بل على مستوى “الهوى” — الهوى الذي يجعلك تقول: هذا الكلام كأنه نازل مني، لا عليّ.
ذائقة أنوار في الشعر: بين الرهبة والطمأنينة
قصيدتها المفضلة تعكس عمق فهمها للحياة ومشاعرها:
“الجو ما يصفى على طول ياسعود
لا بد من عقب الحلو مرّ يذاقي
و لا بد ما يذبل ثمر ليّن العود
و لا بد من فرقى بليَّا تلاقي
و العمر ينقص لا تحسب إنه يزود
و حنا على الدنيا حسوس و طراقي”
وعندما تُرد عليها بهذه القصيدة:
“لا بد من عقب المطاريش معواد
و لا بد من عقب المواجع عوافي
و لا بد من عقب السهر لذة رقاد
و لا بد من عقب الكدر جو صافي”
تقول أنوار:
“وحدة ترهبك و الثانية تطمنك .. أول ما قرأت القصيدة الأولى حسيت إني ودي أركض، أركض وألحق على نفسي وأذكر نفسي إنها دنيا وأعمل فيها ما يرضي ربي. كوني فتاة عشرينية في زهرة شبابي، فيني التزام وفي نفس الوقت طيش، وأي شيء أسويه محسوب علي، وأخاف من نتائجه. لكن ما راح أستسلم، أعمل وأنا خايفة وفي رهبة.”
“ولما أتذكر القصيدة الثانية يرتاح داخلي كأنها تقول لي: لا تنطح العجاج ويهزمك شعور فقط شعور. ليش أكون بالضعف هذا وأنا أكبر من كذا؟ بالنهاية محد بيروح من الدنيا وناقص من رزقه قد حبة الرز. كل شيء بيزين وبيريح القلب، والله يعطي المراد، لكن لازم أعمل بالأسباب.”
شعراؤها المفضلون
أنوار تستمتع بشعر الحب والحنين، وخاصة لأشهر شعراء المملكة:
“الأمير بدر بن عبدالمحسن رحمه الله، والأمير خالد الفيصل، الأثنين يفصلون المشاعر بأحلى المعاني. أسمعهم وأنا أشرب شاي آخر الليل وأتخيل فارس الأحلام. حنا وش بليّا الخيال والأحلام؟”
وعن ابن جدلان رحمه الله تقول:
“أحيانًا وأنا أقرأ قصائده أصدم لأنه فعلاً يمثلني أكثر من أي قصيدة. هو كاتبي.”
كيف تتعامل أنوار مع الإعجاب بالجمال؟
تصف أنوار طريقة تعاملها مع ما يعجبها بحساسية كبيرة:
“أنسخها بالملاحظات وأرجع عليها وقت ما أفضى، وأبين سبب إعجابي، مثل معلومة جميلة أسعدتني. مثل جملة من رواية آرسس: ‘إن المحبة الصادقة تخلق بين شخصين شيئًا يُسمى هالة الحبل الأثيري، ما يجعل توارد الأفكار والمشاعر ممكنًا.’ أشعر بهذا التخاطر بيني وبين صديقة، أو أخت، وأحيانًا بين الناس من حولي.”
“لو أجد شيئًا جميلاً بكل معاني الجمال، ما أفعل شيئًا، فقط أراقبه من بعيد وأستمتع به. أخاف أن أقترب وأرى العيوب، فالأفضل أن تبقى الأشياء الجميلة في مكانها.”
أنوار عن المتاهة: رحلة مع ذائقة تراقص الكلمات
في عالم التدوين الذي يغرق أحيانًا في صخب الكلمات السريعة، تأتي “أنوار” كقارئة متذوقة، تلتقط حروف مدونة المتاهة بعين تحسّ بالمعنى والروح. ليس لأنها تكتب، بل لأنها تملك القدرة على الشعور العميق بما يقرأ، فتقول:
“أشوف المدونة بنت محبة للحياة ترقص على أصواتها، أصوات الطبيعة، مستمتعة بأبسط التفاصيل وتحولها لمنظورها المناسب لطبيعتها، مكافحة، طموحة… كأني أشوفها تصحى كل صباح ترتب شعرها المموج وقهوتها ملازمة يدها وتفكر إيش جديدها إيش بتظهر للقارئين من إبداع.”
هذا التصوير الحيّ يُبرز شخصية المدونة التي ليست مجرد ناقلة للكلمات، بل صانعة للحياة داخلها، كأن الكلمات تتلحن على أنغام قلبها.
“تكتب لها وللقارئين، هي تظهر لنا اللي تبي حنا نشوفه معها ومتلذذة فيه، هي مستمتعة بموهبتها تحبها وترى نفسها فيها، ونحن القارئين مثلي أنا أنبهر من الكلمات اللي أقراها، تعجبني جدًا وأقول ما شاء الله كيف كذا تعبر وش قوة التعبير اللي عندها، كيف عرفت تطلع هالجمال.”
وتشرح كذلك طبيعة قراءتها للمدونة:
“بصراحة أتوقع أنا الطرف المنصت، ما أشوفها تتحداني أو تشبهني، لو تشبهني بكون عارفتها وبفقد المتعة وبمل منها. لكن اللي أقراه مواضيع وكل واحد مختلف عن الثاني، وأحيانا ما تكون فيه صلة. أنا أتوقع رأيي نفس رأي أي قارئ لأن الشخص يبحث عن شيء جديد، مو شيء عارفه، أو إنه يتحداه ويشجعه على حاجة معينة. القراءة أغلب الأحيان تكون بغرض المتعة أكثر من إنها تكون بغرض المعرفة والتعلم.”
أما الدافع الأول للقراءة عند أنوار فكان التعرف على الكاتبة، لا مجرد متابعة مدونة عابرة:
“أول شيء أنا مالي مال المدونات لكن اللي خلاني أقرأ هو إني أتعرف عليكِ يا ‘نوف’، كنت أبغى أعرف إيش كاتبه وإيش اللي عاجبك بهالشيء. وقرأت أول مدونة أعجبتني كنتِ توصفين أغنية، بعدين ثاني وحدة أتوقع كنتِ تتكلمين عن قصة أسطورية أو تاريخية، وعرفت معلومات جديدة علي، بدأ الموضوع يعجبني ومتأكدة بيعجبني غيرها. أنتي عندك موهبة جميلة مثلك، وأنتظر تعطينا المزيد والمزيد من الإبداع.”
استمتع قارئي العزيز
xooxnuvxoxoox